السبت، 13 يوليو 2013

أثر العلم في المجتمع - برتراند راسل (ترجمة صباح صدّيق الدملوجي)


صدر عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: "أثر العلم في المجتمع" تأليف برتراند راسِل، ترجمة صباح صدّيق الدملوجي.


• برتراند راسِل (1872-1970): فيلسوف وعالم رياضيات بريطاني. تناول في كتاباته القضايا الاجتماعية والسياسية أيضاً، وكان من دعاة السلام طول حياته. قاد وهو في التسعين من عمره الاحتجاجات ضد الاختبارات النووية، وكان المحرك الأول في تأسيس المحكمة الدولية التي نظرت في الجرائم التي اقترفها الأمريكيون في أثناء حرب فييتنام. وهو كاتب غزير الإنتاج أصدر ما يزيد عن ستين كتاباً تراوحت بين الرياضيات والفلسفة والشؤون السياسية.

• صباح صدّيق الدملوجي: مهندس ميكانيك، عمل في الصناعة النفطية، ومن ثم في توفير الإسناد الهندسي للبحوث العلمية. 
 
 هذا الكتاب الاجتماعي الفلسفي الفكري السياسي الاقتصادي تتجلى فيه بكل قوة عبقرية راسل الأكاديمية وصرامته العلمية عندما يبحر بين مختلف هذه المجالات ابحار العالم الواثق والمتمكن شارحا وضاربا الأمثلة والنماذج مستشهدا ومعلقا ومعطيا رأيه الذي يتجاوز المحل والمدينة والدولة ليشمل العالم كله والكون.
لكن هذه الأكاديمية والعلمية الصارمة تتوحش وتبرز أنيابها وتتجاوز حدها المسموح عندما تتجرد من الانسانية وتشعر بأن برتراند يتحدث أمامك بلا قلب وبلا رحمة -وهو يعترف بذلك في بعض مواضع الكتاب- فيتحول البشر لديه -وهو أستاذ الرياضيات البارع- الى مجرد أرقام صماء لا معنى لها خالية من أي بشرية وانسانية ويمارس عليها الضرب والطرح والقسمة والجمع هكذا بلا رحمة!!
يعطينا برتراند راسل في هذا الكتاب لمحة عن مستقبل العلم والبشرية واجتماعهما مع بعض في افضل السبل لسعادة الانسان وتقدم المجتمع ويضع لذلك شروطا ويستعرض ظروفا فضل فيها العلم تارة ونجح تارة أخرى، أي أن العلم قد يتحول الى شر وبيل على العالم ان لم يحقق شروطا تضمن هذا التقدم وهذه السعادة،
اشكالية العلم والتقدم تناولها العديد من المفكرين والفلاسفة منذ القرن الثامن عشر وماقبله ايضا، بل اننا رأينا فيها أعمال أدبية الكثير منها يحذر من تغول العلم وفتكه بالبشرية.
راسل يقع في هذا الكتاب -على اعجابي به من ناحية مواقفه السياسية المناوئة للحرب والمؤيد للفلسطينيين مثلا - يقع راسل في اشكاليتين،
الأولى: هي التحيز ضد الشرق ونسب كل الشرور والمشاكل اليه والتي يبود ان لااحد مهما بلغ حياده وقوته العلمية قد نجا منها وحتى اولئك الذي تخلوا عن المسيحية كراسل نفسه وأصبحوا بلا دين، لا تزال آثار التعصب المسيحي أو قل الغربي على وجه العموم تضع كحلها على أعينهم فتشوه لديهم بعض الحقائق...
حتى أن راسل بلغت به الجرأة الى نسب الروح التدميرية الى الشرق وبنسبة اقل الى الغرب وكأنه نس مافعلت الحروب الصليبية قديما والعالمية حدثا..
الاشكالية الثانية التي وقع بها راسل هي الطوباوية العجيبة ولا ادري كيف لرجل عقلاني اكاديمي مثله وفيلسوف رياضي من اشهر علماء القرن العشرين ان يقع فيها!!
راسل يدعونا الى اقامة حكومة عالمية تضمن عدم حدوث الحروب والى اقلال نسبة التكاثر البشري والى وضع الاحتكار العسكري في يد قوة واحةد تضمن عدم انتشار الحروب، ويشير لها ضمنا وصراحة بالغرب!!
راسل تغيب عنه سنن التدافع الكونية التي لا مفر منها، فاالبشرية تمر بمراحل خير وسلام وحروب ايضا هذا لا بد منه، وهذا التدافع قد يكون ناعما احيانا وقد يكون خشنا تارة اخرى لا مفر من هذا!!
لكن راسل الذي يشبه هنا هينتغتون وفوكوياما في صراع الحضارات والتبشير بنهاية التاريخ يريد فرض السلام الروماني الاجباري الذي يقوده الغرب ويفرض كرها على كل العالم وبالتالي تتحقق فكرة الحكومة العالمية!!
راسل يشعرك بالقرف احيانا وهو يتضايق من تكاثر الصينيين والهنود ويقترح عليهم ان يتحملوا الم الجوع الذي سيفرض عليهم لوقف تكاثرهم والذي هو ارحم من الم الاسلحة الغربية ان تم اللجوء اليها!!
راسل هنا لا يمكن وصفه بلغة المسيري الا بالدارويني الحلولي وهذا قليل عليه!
مع ذلك يبقى لراسل فضل كبير في تطوير الفلسفة الرياضية وفي مواقف مشرفة ربما تمحو ما ذكره في هذا الكتاب

التحميل
http://www.4shared.com/office/qzo10gO1/____1.htm